logo

A S U

أ.د/ مصطفى السيد

2020-11-12
 

أبحاث استغرقت عامين ونتائج العلاج من السرطان بالذهب مضمونة حتى الآن.
توالت الدراسات والأبحاث العلمية الساعية لاكتشاف علاجات له وكان من بين هذه الدراسات تجارب اكتشفت إمكانية علاج السرطان بالذهب، أشرف على هذه التجارب الأستاذ الدكتور مصطفى السيد أستاذ الكيمياء بجامعة جورجيا الأمريكية
السرطان مرض أرّق العديد من العلماء مع تزايد نسبة الاصابة به، توالت الدراسات والأبحاث العلمية الساعية لاكتشاف علاجات له وكان من بين هذه الدراسات تجارب اكتشفت امكانية علاج السرطان بالذهب، أشرف على هذه التجارب الأستاذ الدكتور مصطفى السيد أستاذ الكيمياء بجامعة جورجيا الأمريكية للتكنولوجيا الحاصل على العديد من الجوائز التقديرية المصرية والعربية والأمريكية، وتعتمد فكرة العلاج من هذا المرض بجزيئات الذهب على أن المواد "المواد الصغرية nanotechnology " التي تُشكِّل واحداً على ألف من المللي، وتتميز بقدرتها على دخول الخلايا بشكل يكون عكس اتجاه الضوء، مع تحويل جزء منه (الضوء) إلى حرارة قادرة على تدمير الخلية السرطانية إذا تعرضت لشعاع ليزر منخفض الطاقة، وفي هذه الحالة تقفد مادة الذهب خواضها التفاعلية حين يتم تفتيتها إلى رقائق الصغرية وتتحول إلى مادة تفاعلية مع جسم الخلية السرطانية بينما لا تتفاعل مع الخلية السليمة والتي تبدو داكنة اللون تحت المجهر.
ووفقاً لهذا الأسلوب تتجمع دقائق الذهب الصغرية لتشكل طبقة مضيئة على جسم الخلية المريضة لتقتلها خلال دقائق، بينما تتفتت داخل الخلية السليمة ولا تؤثر عليها. و تتعرف المادة الصغرية على الخلايا السرطانية المصابة و تعمل مادتها الذهبية على امتصاص ضوء الليزر الذي يسقط عليها بعد وصولها إلى الخلية المصابة و تحوِّله إلى حرارة تذيب الخلية السرطانية.
جدير بالذكر أن النتائج اثبتت عدم ظهور أي تسمم ناتج عن قطع الذهب التي استخدمت خلال التجارب لعلاج الحيوانات من مرض السرطان، حيث تتراكم بعض جزيئات الذهب البسيطة في الكبد.
وبعد أبحاث وعمل دؤوب نجحت تجربة استخدام جزيئات الذهب تماماً في علاج السرطان لدى الحيوانات المصابة، حيث أجريت التجارب بمعاونة فريق بحثي بمدينة أطلانطا الأمريكية و كانت النتيجة التوصُّل إلى شفاء سرطان الجلد بنسبة 100% عند الحيوانات وسيتم إجراء تجارب على البشر، كما يتوقع أن يتم تطبيق هذا الإختراع خلال 5 سنوات لأنه يجب الحصول على موافقة من الحكومة قبل إقرار إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، وهي البوابة الوحيدة التي تخرج منها جميع تراخيص استخدام العقاقير والأغذية في الولايات المتحدة الأمريكية.

الاكتشاف  الطبي في مرحلة التطبيق على البشر
ويعمل الباحثون في الوقت الحاضر في مرحلة التجارب على البشر حيث يتم تجربتها على المصابين في المراحل المتأخرة بالسرطان لكون هؤلاء ليس أمامهم حل آخر، و حتى الآن لم تظهر أية أعراض جانبية، .
ورغم أهمية هذا العلاج وريادته واستخدامه لجزئيات الذهب إلا أن تكاليف استخدامه كعلاج ستكون مجانية لمرضى السرطان، و بعد أن تُقِره إدارة الأغذية و العقاقير في أمريكا ستكون تكلفته بسيطة جداً وأرخص من العلاج الآن، حيث يمكن لجرام واحد من الذهب أن يعالج الآلاف من المرضى، كما أنه لن يضطر المريض إلى اللجوء لأي تدخل جراحي، و هو ما يجعل عملية الشفاء أسرع و دون معاناة للمرض و أسرته.
من جهة أخرى فإن هذا العلاج يصلح لجميع الحالات، لكن بالنسبة لسرطان المخ ستكون هناك صعوبة كبيرة، أما بالنسبة لسرطان الرئة والدم فسيكون هذا العلاج مناسباً جداً، إذ سيتم حقنهما بمحلول المواد الصُّغرية ويتركان لمدة 10 دقائق وبعد ذلك يُعرِّضان للضوء في هذا المكان, وليس هناك أية كيماويات في هذا العلاج.
واستغرقت الأبحاث التي أشرف عليها الدكتور السيد بمشاركة نجله الدكتور أيمن استاذ جراحة العنق والرأس بمركز السرطان بجامعة كاليفورنيا وبالتعاون مع فريق بحثي مدة قدرت بعامين، وأجريت الأبحاث  بجامعة "هيوستون" الأمريكية.
ونتيجة لريادة هذا الاكتشاف سيقوم المعهد القومي للأورام سيتولى دراسة التأثيرات الطبية بعيدة المدى في حال تطبيق هذا العلاج على مرضى السرطان.
وقد اتفق السيد مع المعهد القومي للأورام على ارسال نتائج دراسات فريق العمل في المركز القومي للبحوث لتقرير بدء تطبيقها على البشر، وجاري العمل الآن على اختبار القطع المغناطيسية لعلاج السرطان أيضا، ومن جانب آخر يعمل السيد في مجال دراسة العوامل المحفزة الناتجة عن تفاعل مواد مختلفة ومدى القدرة على الاستفادة من هذه العزامل في الصناعة.

جامعة رائدة وهي وليدة
وكان السيد قد أشاد بنتائج الفريق البحثي المصري مقارنة بالأمريكي الذي يعمل معه في نفس المجال، وفي ذات السياق أثنى على تميّز المصريين في مجاليّ البيلوجي والكيمياء، وذكر أنه يتعلم من الفريق البحثي المصري وينقل خبرته للفريق الأمريكي...واصفاً الأبحاث التي يقومون بها بالتعاون مع الدكتور حسن طلعت بقسم الطبيعة بكلية العلوم بجامعة عين شمس بالمتميزة، خاصة وأن هذه الأبحاث تتعلق بالمواد التي تساعد في تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء
وخلال الحوار تذّكر الأستاذ الدكتور مصطفى السيد فترة تلقيه العلم في جامعة عين شمس، وأكد حصول الطلاب فيها على أفضل تعليم رغم أنها كانت جامعة وليدة، وقال إن العلم الذي تقدمه الجامعة لن تجده في أي جامعة أخرى.
يشار الى أن الأستاذ الدكتور مصطفى السيد هو أستاذ الكيمياء بجامعة جورجيا الأمريكية للتكنولوجيا، كان قد تخرج من كلية العلوم جامعة عين شمس عام 1953، وسافر للولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته، وانتخب هناك كعضو بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1980، كما تولى رئاسة تحرير مجلة علوم الكمياء الطبيعية خلال 24 عاماً، هذا وحصل السيد على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية بينها تكريمه ضمن ثلة من العلماء الذين قدموا مائة ابتكار تم تسجيلهم، وحصل السيد على وسام جمهورية مصر العربية من الطبقة الاولي في 2009، إضافة إلى حصوله على أرفع وسام علمي أمريكي في مجال الكيمياء لعام 2007 وهو قلادة العلوم الوطنية الأمريكية ، وحصل أيضا على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990، علاوة على منحه زمالة أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وعضوية عدد من الجمعيات العلمية.