الجامعة بيت خبرة للقطاع الخاص بكوادرها وإمكانياتها الكبيرة
افتتاح مستشفى الطوارئ قبل منتصف العام المقبل
منظومة متكاملة لمواجهة تزييف الرسائل العلمية
الجامعات يجب أن تكون المكتب الفني للصناعة وبيت الخبرة الرئيسي للقطاع الخاص، هكذا بدأ أ. د. محمد زين العابدين رئيس جامعة عين شمس حديثه، في إشارة إلى ما تقدمه الجامعات من بحث علمي وكوادر وأساتذة وخبرة كبيرة وإمكانيات تستطيع من خلالها تقديم استشارات فنية وقانونية وتقنية للقطاع الخاص.
ويرى أن جامعة عين شمس حققت تحديًا كبيرًا بزيادة النشر العلمي للكليات الإنسانية خلال الفترة الماضية، وعن ربط البحث العلمي بالصناعة أكد «زين العابدين» أن د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي يتبنى بقوة مشروع استثمار مخرجات البحث العلمي في الصناعة، وفي جامعة عين شمس نعمل بشكل كبير على تطوير صناعة الدواء، ووقعنا اتفاقيتين مع القطاع الخاص لاستثمار أبحاثنا في تطوير استثماراتهم بجانب حاضنات الأعمال التي تتبنى الأفكار الإبداعية للطلاب وتحويلها لمشروعات اقتصادية.
ونبه رئيس جامعة عين شمس أنه خلال 3 أشهر سيتم الانتهاء من منظومة مواجهة تزييف الرسائل العلمية باللغة العربية بجانب وجود مركز معلومات كشف تزييف الرسائل باللغة الإنجليزية، وأوضح أن النصف الأول من العام المقبل 2025 سيشهد إضافة جديدة للمدينة الطبية بافتتاح مستشفى الطوارئ.. وإلى نص الحوار الذي أجرته جريدة الأخبار:
ما دور جامعة عين شمس في مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»؟
المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان غاية في الأهمية وشاركنا في تطوير حي الأسمرات بتنظيم العديد من القوافل التنموية له، والتي تشمل خدمات صحية ونفسية وتوعوية وتمتد قوافل الجامعة من القاهرة إلى الصعيد وحلايب وشلاتين، وهذا هو الدور الوطني للجامعة وأي حالة طبية تحتاج عمليات جراحية خلال القافلة يتم تحويلها للعلاج بمستشفيات عين شمس ، وأيضا نقوم بدور مهم جدا وهو التوعية خاصة بقضايا الزيادة السكانية وصحة المرأة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي برفع وعى المواطن كأولوية للدولة وأن التطوير الأساسي هو بناء الإنسان .
هل أنت راضٍ عن مركز الجامعة في التصنيفات الدولية؟
الرضا يتحقق عندما تكون جامعة عين شمس رقمًا واحدًا في التصنيفات الدولية، وتعرف أن كل تصنيف لديه معايير مختلفة، وجميع معايير التصنيفات الدولية فيما يتعلق بالنشر العلمي والبرامج الدراسية جامعة عين شمس تحقق مراتب متقدمة مثل تايم وشانغهاي وليدن وسيماجو، ولكن بعض المعايير تركز على عدد هيئة التدريس مقارنة بعدد الطلاب لدينا في جامعة عين شمس 220 ألف طالب وطالبة ويرون أن هذا الأمر يحتاج زيادة في هيئة التدريس، وجامعة عين شمس حققت تحديًا كبيرًا بزيادة النشر العلمي للكليات الإنسانية، خاصة أن الدراسة بها باللغة العربية والدوريات الدولية تحتاج نشر باللغة الإنجليزية.
ما الخطوات التي اتخذتها لربط البحث العلمي بالصناعة؟
بالفعل أساتذة كلية الصيدلة يشاركون في تطوير الدواء بعدد من الشركات من خلال مركز تطوير الدواء ، والجامعة يجب أن تكون بيت خبرة تقدم استشارات فنية وقانونية وتقنية، والأسبوع الماضي حققنا تجربة جديدة، إحدى الشركات المصرية بدأت خطوة جديدة في التصنيع الطبي وبالتحديد زراعة الأسنان، ووقعنا بروتوكول تعاون بين كلية طب الأسنان مع الشركة ، للاستفادة من خبرات وكفاءات وكوادر الكلية وتكون بمثابة المكتب الفني، للبت في مشروعات الشركة ومدى جدواها اقتصاديًا، وهو نفس المنهج في كليات العلوم والصيدلة واتخذنا خطوات فعلية سوف تكتمل ويعلن عنها خلال الفترة المقبلة، ونحن نسعى في إطار مشروع متكامل للدولة يتبناه د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بأن تكون الجامعة هي المكتب الفني للصناعة .
هل يسعى القطاع الخاص للتعاون مع الجامعة للاستفادة من خبراتها الكبيرة؟
فعليًا نسعى لتبنى كل فكرة جيدة قابلة للتنفيذ بعد دراسة جدواها الاقتصادية، وحاضنات الأعمال ضرورة لتبنى أفكار الطلاب وتحويلها لواقع، بجانب تقديم خبراتنا للشركات في سوق العمل، وأحدث تعاون مع شركة دولية لديها مصنع في مصر للأدوات المنزلية، ظهرت لديهم مشاكل في الإنتاج وجاءوا إلينا وتم توقيع بروتوكول مع مركز الابتكار بالجامعة لحل مشاكلهم، ونهدف أن يكون تعاوننا مع قطاع الاستثمار من خلال تأثير قوى ومباشر يوازى اسم وكفاءة جامعة عين شمس وسمعتها الأكاديمية الكبيرة.
الجامعات بدأت تأسيس شركات للاستفادة من البحث العلمي ما الخطوات التي اتخذتها في هذا الأمر؟
بدأنا بالفعل وحاليا في مرحلة إنهاء الإجراءات القانونية لتأسيس عدد من الشركات، وأول شركة سوف نؤسسها شركة عين شمس للخدمات التعليمية والابتكار وسوف تتولى ملف تسويق مخرجات البحث العلمي وتحويلها لمشروعات استثمارية، وسوف نؤسس بيوت خبرة في المجالات الطبية والهندسية وتقديم الاستشارات الفنية، واستغلال أصول الجامعة وعلى رأسها كلية الزراعة واستخدام مواردها في تحقيق إنتاج حقيقي وتسويقه.
الجامعة لها دور كبير في تقديم الخدمة الطبية وتنمية المجتمع ما آخر الجهود في هذا الملف؟
مستشفيات جامعة عين شمس بالفعل لها دور كبير في تقديم الخدمة الطبية ويتردد عليها من 10 إلى 12 ألف مواطن يوميًا، والخدمات في معظمها تقدم مجانية حتى المقابل الذي يدفع يكون أقل، لكن في النهاية هو التزام منا وواجبنا تجاه المجتمع، وكان التحدي الأكبر والملحمة الحقيقية هو تطوير الخدمات الطبية دون توقفها والمحافظة على استمرارها، وهي مستمرة منذ سنوات مع الإدارات المتعاقبة.
ما آخر أعمال التطوير في المدينة الطبية بالجامعة؟
أعدنا تأسيس بنك الدم على أعلى مستوى، وطورنا مستشفى النساء، وأيضًا جراحة الغدد الصماء ومركز الأشعة التشخيصية والسكتة الدماغية، وأقمنا سورًا وبوابات لمنع التكدس وركزنا على الاهتمام بالجانب النفسي والمعنوي للقطاع الطبي وأسسنا مجموعة من الحدائق والمتنزهات كمتنفس للمرضى وانتظار الزوار، وأيضًا لأعضاء هيئة التدريس، وحقيقة يجب أن أشير إلى تضافر جهود الدولة مع المجتمع المدني في المساهمة في المدينة الطبية لجامعة عين شمس.
متى يتم افتتاح مستشفى الطوارئ الجديدة؟
نسير بخطى سريعة للانتهاء من تأسيس مستشفى الطوارئ، وهو مستشفى متفرد في خدمة جميع الحالات التي تحتاج طوارئ وهو تخصص طبى مطلوب بشدة، المنشآت قاربت على الانتهاء وتجهيزاتها موجودة بالكامل، وينتظر افتتاحها في النصف الأول من العام المقبل 2025 .
ما آخر تطورات إنشاء مستشفى جراحات الأطفال؟
حاليًا تحت التأسيس وانتهينا من الهيكل الخرساني ونسعى لاستكمال العمل به وافتتاحه في أقرب وقت .
معمل الجينوم التابع للجامعة طفرة في البحث العلمي ما أهم مخرجاته؟
معمل الجينوم بالجامعة هو جزء من عملية تطوير البحث العلمي، وله دور كبير في تطوير القطاع الطبي والعلاجات خاصة في مجال الأورام ونتائجه لها تأثير في تطوير بعض الأدوية وحقق تكاملًا في العمل بين الكليات خاصة الطب والصيدلة، ويعد معمل الجينوم أحد أسباب ارتفاع تصنيف الجامعة عالمياً، والبحث العلمي دون تأثير ملحوظ على البيئة المحيطة ليس له فائدة، ومن هنا جاءت فكرة معمل الجينوم حتى يكون بنية تحتية لأبحاث الجينوم ويكون مركزها مصر، ويعتبر هو المركز الوحيد والمعتمد في مصر حاليًا.
ماذا عن استخدام AI في العملية التعليمية؟
يتم تدريس الذكاء الاصطناعي داخل البرامج التعليمية في كليات الحاسبات والمعلومات وكلية الهندسة منذ فترة ، والفكرة دائمًا ليست مجرد دراسة ولكن في تطبيقاتها الفعلية على أرض الواقع فنحن لدينا مشروع بحثي في الذكاء الاصطناعي وممول من شركة «سيمينز» في الكشف عن أورام الرئة بالتعاون مع كلية الطب وهذا من خلال «virtual hospital» والدكتورة آية ياسين هي المسئولة عن المشروع، ويدخل الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع من خلال إدخال صور الأشعة الخاصة بالمريض ثم يعطى نتائجه التحليلية الخاصة بهذه الأشعة وبالتالي له دور في التشخيص لبعض ما يخص أورام الرئة والجهاز التنفسي بشكل عام ، ومؤخرا بدأنا دراسة تجريبية مع كلية التجارة ممولة من وزارة التعليم العالي وشركة مايكروسوفت العالمية على شريحة معينة من الطلاب بالفرقة الثالثة كانت عن كيف يطور الذكاء الاصطناعي قدرات الطلاب بهدف التوافق مع احتياجات سوق العمل وهذه الدراسة بدأت العام الدراسي الحالي ستمتد حتى نهاية الفصل الدراسي الأول وسيتم تقييم التجربة وأداء الطلاب وهو ما سوف يؤثر على اتخاذ قرارات تعليمية مستقبلية بالكلية.
كيف تتعامل الجامعة مع الرسائل العلمية المزورة بالذكاء الاصطناعي؟
لدينا منظومة متكاملة ومتطورة لكشف تزوير الرسائل العلمية، ولدينا برامج لكشف نسب الاقتباس للرسائل العلمية باللغة الإنجليزية عن طريق «مركز الشبكات والمعلومات» وله دور كبير في تقييم الأبحاث العلمية وتعتبر من البنية التحتية الأساسية للجامعة في البحث العلمي، ونعمل حاليا على تأسيس مركز لكشف التزوير وسرقة الأبحاث العلمية باللغة العربية ، بهدف تطبيق أعلى معايير تقييم الأبحاث وتطبيق معدلات الاقتباس المسموح بها في حدود 15% ، وخلال 3 شهور كحد أقصى سيتم اطلاق البرنامج الجديد بالكامل وسنحد من نسب الاقتباس العالية .
ما الإجراءات تجاه الرسائل العلمية المتجاوزة نسب الاقتباس المتعارف عليها؟
إذا تم اكتشاف نسب عالية في الرسالة العلمية للطالب يتم إعادتها مرة أخرى والتنبيه عليه بخطأ هذا الاستخدام، ولكن اذا كان هناك اقتباس بنسب مرتفعة هنا تصبح سرقة علمية وتم رصد بعض الحالات في بعض الكليات والجامعة قررت إلغاء تسجيلها واتخذت الإجراءات القانونية حيال هذه الرسائل العلمية.
وماذا عن ملف محو الأمية خاصة أن جامعة عين شمس صاحبة إنجازات واضحة في هذا المجال؟
حصلنا فعلياً على جائزة اليونسكو في محو الأمية بسبب نشاطنا المكثف في هذا المجال وقد ساعد في ذلك طلابنا في الجامعة لدرجة أننا الآن لا نجد أحدا في الدائرة المحيطة بالجامعة لنمحو أميته، ونبحث الآن توسيع الدائرة وسبل أخرى للوصول للأشخاص غير المتعلمين لمحو أميتهم، لذلك محور الخدمة المجتمعية موجود في الجامعات المصرية في مختلف المجالات وتتكامل مع بعضها البعض، كما أن الجامعة تدخل في ترميم المدارس بالشراكة مع محافظة القاهرة.
ما الجديد والتطور الموجود في المناهج الدراسية بالجامعة؟
البرامج الدراسية في مختلف الجامعات مميزة والاختلاف بيننا وبين الجامعات الأخرى هو طرق التدريس والتدريب، التي نحققها بمعايير عالية نتيجة الخبرة الأكاديمية والسمعة العالمية لجامعة عين شمس، وهناك بعض البرامج المميزة لدينا، أبرزها برنامج «Cyber Security» بكلية الحاسبات والمعلومات، ويعطى شهادة مشتركة مع جامعة «east London» الدولية .
ما الذي نفذته الجامعة في ربط الطلاب باحتياجات سوق العمل؟
ننظم بشكل مستمر طوال العام ملتقيات التوظيف، والملتقى الأخير عقد منذ أسبوع شهد إقبالًا كبيرا من الطلاب بمشاركة 36 شركة، وتم تنظيم 35 لقاء ومحاضرة لتعريف الطلاب باحتياجات سوق العمل.
كيف أثر التطور في البرامج الدراسية على جذب الطلاب من خارج مصر لها؟
بالفعل جامعة عين شمس لها سمعة كبيرة إقليميا ودوليا خاصة في المجال الطبي والعلوم والهندسة مع التطور في البرامج العلمية أصبحت عامل جذب للكثير من الطلاب خارج مصر سواء في الدراسة الجامعية أو في الدراسات العليا ونطمح أن نصل لـ 20% من طلاب جامعة عين شمس أن يكونوا طلابًا وافدين خاصة في الدراسات العليا وحاليًا حققنا نصف الطريق ووصلنا لحدود 10% تقريبًا من إجمالي الطلاب بالجامعة وحاليًا العدد الأكبر من الطلاب الوافدين يفضلون الالتحاق بكلية الطب وكلية طب الأسنان والصيدلة وخاصة في الدراسات العليا.