في إطار اهتمام جامعة عين شمس بقضايا المجتمع المعاصرة والمساهمة في بناء المجتمع وتفعيلًا لدور البحث العلمي في حل مشكلات المجتمع المصري والعربي، استقبلت الأستاذة الدكتورة نهى سمير دنيا عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس السيد الأستاذ الدكتور محمد عبد العاطي سيد خليل وزير الري والموارد المائية وعضو لجنة التحكيم بالرسالة العلمية للحصول على درجة الدكتوراه البيئية والتي قدمها الباحث حامد عباس عيدان عباس والتي حملت عنوان : "تقييم إدارة المياه والطاقة والغذاء في الكويت" (دراسة مقارنة مع كالفورنيا - الولايات المتحدة وننغشيا - الصين )
وقد صرحت الأستاذة الدكتورة نهى دنيا عميد المعهد أن تمثيل العلاقة المتبادلة بين موردي المياه والطاقة مسألة ذات أهمية كبيرة من خلال تأثيراتها على الأمن الغذائي والبيئة، فالطاقة هي المستهلك الرئيس للمياه كما أن مصادر الطاقة المختلفة بدورها تتطلب توفير كميات مختلفة من المياه.
وفي المقابل يتطلب إنتاج المياه ومعالجتها ونقلها استخدامًا للطاقة وهناك ارتباطًا كبيرًا بين الاتجاهات العالمية لاستهلاك الطاقة والمياه، إذ أن هناك توقعات مقلقة للمستقبل من حيث زيادة الاستهلاك وقلة توفر الموارد، لذا تتطلب طبيعة العلاقة بين المياه والطاقة إدراكاً وافياً لهذا الموضوع من أجل تأمين الدعم للتخطيط للمستقبل.
وقد أكد الباحث حامد عباس خلال فعاليات مناقشة رسالته العلمية أن المياه والطاقة والغذاء تعتبر من الموارد الحيوية لرفاهية الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وترتبط هذه الموارد ارتباطاً وثيقاً، ويتطلب توفير مصادر المياه الوفيرة والنظيفة طاقة، وبالمثل يحتاج إنتاج الغذاء إلى الماء والطاقة، ويشار إلى العلاقة بين الماء والطاقة والغذاء باسم "العلاقة بين الماء والطاقة والغذاء".
وقد تم الاعتراف على نطاق واسع بنهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء وهو أمر مضمون ويحافظ على تحقيق أمن المياه والطاقة والغذاء.
واوضح الباحث حامد عيدان أن كل من كاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية) ونينغشيا (الصين) والكويت قد بذلوا جهود كبيرة لتأمين المياه والطاقة والغذاء لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، أدت الزيادة في عدد السكان والنمو الاجتماعي والاقتصادي ونمو نمط الحياة إلى زيادة كبيرة في الطلب على المياه العذبة، لمواجهة هذه الطلبات المتصاعدة ، ونظرًا لمحدودية الموارد المائية الطبيعية، لجأت الحكومة في كاليفورنيا والكويت إلى مصدر المياه غير التقليدية، مثل المياه المحلاة، لتلبية الاحتياجات المائية في القطاعات المنزلية والزراعية والصناعية.
ومع ذلك، فإن الاستمرار في تلبية احتياجات تلك القطاعات بالمعدلات الحالية من خلال توسعة محطات التحلية سيزيد من الأعباء الاقتصادية ويؤدي إلى أثار بيئية سلبية، مما سوف يفاقم الوضع أكثر بسبب الافتقار إلى سياسات واستراتيجيات شاملة طويلة الأجل للمياه والطاقة والغذاء في القطاعات المنزلية والزراعية والصناعية التي يجب أن تستند إلى اعتبارات نهج الترابط، بدلاً من التركيز على النهج الذي يمارس حاليًا.
وقد ضمت لجنة الإشراف على رسالة الدكتوراه الأستاذ الدكتور سيد محمود السيد الخولي أستاذ ورئيس قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة جامعة عين شمس والدكتور مشاري الحربي أستاذ مساعد وعميد شؤون الطرق الطلابية بكلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت، كما ضمت لجنه التحكيم الأستاذ الدكتور سيد محمود السيد الخولي والأستاذ الدكتور عمرو محمد أحمد عواد أستاذ إدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة عين شمس
وعقب الانتهاء من المناقشة ومنح الباحث الدرجة العلمية قامت الأستاذة الدكتورة نهى سمير دنيا بتكريم السيد وزير الري والموارد المائية وأهدته درع المعهد.