logo

A S U

بعنوان الأدب وثقافة الطعام لدى الأخر.. أمسية رمضانية بألسن عين شمس أونلاين

نظمت اللجنة الثقافية التابعة لقطاع الدراسات العليا والبحوث، بكلية الألسن جامعة عين شمس، أمسية رمضانية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس بعنوان "الأدب وثقافة الطعام لدى الأخر"، تحت رعاية أ.د. محمود المتيني، رئيس الجامعة، أ.د. أيمن صالح، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أ.د.سلوى رشاد عميد الكلية، وإشراف أ.د. أشرف عطية، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، أ.د. يمنى عزمي رئيس اللجنة.

تحدثت في الأمسية د. سمر منير، مدرس بقسم اللغة الألمانية بالكلية عن ثقافة الطعام انطلاقًا من كتابين قامت بترجمتهما وهما "الشاي: ثقافات، طقوس، حكايات" للكاتب الألماني كريستوف بيترز و"الرمان: تاريخ وحكايات من حول العالم" للكاتب الألماني بيرند برونر والكتابان صادران عن دار العربي للنشر والتوزيع.

عرضت د. سمر منير مقتطفات من كتاب "الشاي: ثقافات، طقوس، حكايات" والذي تناول فيه الكاتب كريستوف بيترز ثقافة الشاي في اليابان والصين ومصر وتركيا وإنجلترا وألمانيا؛ ففي دولة مثل اليابان يحظى الشاي بقيمة ومكانة كبيرة تتخطى كونه مجرد مشروب يزيد الانتباه والتركيز؛ إذ توجد في الكثير من المنازل اليابانية غرفة مخصصة لإعداد الشاي وفي هذا الشأن سلط الكاتب الضوء على طقوس شرب الشاي التي ترتبط بإعداد الشاي في اليابان وهي طقوس روحانية لا يتقنها المرء إلا بعد تدريب طويل وقد أجرى الكاتب تجربة حية في معرض القاهرة للكتاب عام 2019 حيث أحضر معه أواني وأدوات مائدة معدة خصيصًا لإعداد شاي الماتشا الياباني وعرض للجمهور المصري طقوس إعداد ذلك الشاي وتقديمه وهي الطقوس التي تستلزم تركيزًا كبيرًا واتقانًا لم يبلغه الكاتب إلا بعد سنوات طويلة من التدريب والتمرن.

وفي مصر يصاحب الشاي النقاشات المختلفة سواءًا أكانت نقاشات سياسية أم اجتماعية فيخفف من حدتها أما في دولة مثل إنجلترا يرتبط إعداد الشاي باللبن بالفروقات الاجتماعية فالطبقات الدنيا من المجتمع تضع اللبن قبل الشاي في أواني البورسلين رخيصة الثمن حتى لا تتحطم أما الطبقات العليا من المجتمع تتباهى باقتنائها لأرفع أنواع البورسلين فتضع الشاي في الإناء قبل اللبن لإظهار ذلك التميز الطبقي، وتتنوع أصناف الشاي في الصين بدرجة كبيرة ويبلغ ثمن مائة جرام من بعضها آلاف اليوروهات.

وبالمثل يأخذنا كتاب "الرمان: تاريخ وحكايات من حول العالم" للكاتب الألماني بيرند برونر في رحلة حول العالم عبر الأزمان المختلفة بصحبة ثمرة الرمان.

ركز الكاتب على الدور الذي لعبته ثمار الرمان في الحضارات المختلفة وعلى رأسها الحضارة المصرية القديمة؛ فقد ظهرت ثمار الرمان في رسومات على الجدران في مصر بدءًا من منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد؛ حيث عثر عالم الطبيعة "جيورج شفاينفورت" على بقايا نبات الرمان في البقايا النباتية للأسرة الثانية عشرة (1970-1800 قبل الميلاد) في مقبرة "ذراع أبو النجا" الكبرى على الضفة الغربية لنهر النيل.

كما كانت هناك ثمرة رمان كبيرة مجففة في قبر أحد خدم الملكة "حتشبسوت"، وتثبت الاكتشافات الأثرية أنه ربما كان من المعتاد أن تُوضَع بجوار الميت ثمرة رمان باعتبارها قربان ومؤنة ترافق الميت في مملكة الموتى، كما تبرهن إحدى البرديات، التي يرجع تاريخها كذلك إلى تلك الحقبة، على استخدام الرمان لأغراض علاجية.

واستعرضت الأمسية بعض الأساطير الإغريقية التي ورد ذكرها في الكتاب وارتبطت بثمار الرمان وكذلك ظهور ثمار الرمان في الأعمال الأدبية المختلفة ومنها رواية "عداء الطائرة الورقية" للكاتب خالد حسيني.

وتناولت الأمسية أيضًا بحثًاً أعدته د. سمر منير، بعنوان "تناول طعامك حتى أراك: ثقافة الطعام بوصفها مفتاحًا لفهم الثقافات الأخرى" والذي تطرق لثقافة الطعام في كتابين للأديب السوري المقيم في ألمانيا رفيق شامي والذي سلط في الكتابين الضوء على ثقافة الطعام في المجتمع الألماني وفي المجتمعات العربية.