نظمت كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ندوة علمية بعنوان "التلعثم عند الاطفال في المجتمع ما بين التكيف والانسحاب الاجتماعي وتأثيره على نفسية الطفل"، وذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس والأستاذ الدكتور أيمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والأستاذة الدكتورة هويدا الجبالي عميد الكلية، وبحضور أ. د. راندا كمال عبد الرؤوف وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنميه البيئة وأ. د. محمد بحيرى وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث والاستاذ الدكتور إيهاب عيد، وتحت اشراف د. منال عمر طب نفسي بقسم الدراسات الطبية للأطفال و د. ريهام احمد فهيم امراض التخاطب بقسم الدراسات الطبية للأطفال.
في كلمتها رحبت الأستاذة الدكتورة هويدا الجبالي بالحضور، مشيرة إلى أن الندوة تأتي بمناسبة اليوم العالمي للتلعثم والذي يوافق 22 أكتوبر من كل عام.
وأوضحت د. ريهام أحمد فهيم أن عدم الطلاقة الكلامية مرحلة تمر على كثير من الأطفال في مرحلة اكتساب اللغة، بمعنى أنه قد تحصل وقفات أو تكرارات لصوت أو أكثر أو كلمة أثناء الرغبة في الحديث.
ويرجح السبب في ذلك إلى العبء الذي يمر به الطفل أثناء التعبير بالكلام يتجاوز معظم الأطفال هذه المرحلة، ولكن إذا استمر ظهور هذه الوقفات والتكرارات حتى عمر 5 سنوات أو زادت حدة وشدة المشكلة، تعد هذه بوادر لوجود مشكلة حقيقة تستدعي استشارة المختصين وغالبًا ما يتم التدخل لحل هذه المشكلة بعد عمر 8 سنوات .
وأشارت إلى أن مفهوم التلعثم يعنى حدوث سلوك غير طبيعي أثناء الكلام كالوقفات أو تكرارات أو إطالات لصوت أو أكثر أو كلمة ينقطع بسببها الانسياب السلس للكلام، وعادة يلفت هذا السلوك انتباه الاخرين ويسبب أعراض نفسية كالقلق والحزن عند الشخص الذي يعاني من التلعثم.
وأضافت أنه لا يمكن التأكيد بأن هناك سبب محدد لحدوث " "التلعثم"، كذلك لا يمكن حصر الأسباب المؤدية للتلعثم، لأن كل حالة ربما تكون لها اسباب مختلفة عن الحالات الأخرى ، ولكن هناك بعض الأسباب من بينها الأسباب العضوية التى تتلخص في العامل الوراثي، أو الاستعداد الچينى للطفل، والأسباب النفسية التي منها ضعف الثقة بالنفس، الخوف، القلق، فقدان الشعور بالأمن، الشعور بالنقص، الانطواء، والأسباب الاجتماعية التي منها محاولة إظهار الشخص في موقف اجتماعي سيء، كقهره وعدم السماح له بالتعبير كما يريد عن نفسه أو إحراجه في مواقف تستدعي الكلام بطلاقه، أو تعرضه للتنمر المستمر من أقرانه أو نقد الأب والأم وتعنيفهم للطفل إذا اخطأ في التعبير .
من جانبها تطرقت د. منال عمر إلى الدراسات العلمية التي ربطت بين الرهاب الاجتماعي والتلعثم والتي أكدت أن لها نفس المنشأ هو ما يدل على تلازم الرهاب الاجتماعي مع التلعثم.
كما عرضت بعض الأبحاث التي تؤكد ان الامهات التي تعاني من اضطراب الرهاب الاجتماعي لا يشترط دائما انجابهن لأطفال متلعثمين، بينما أكدت الدراسات أنه لجانب التربية من اتجاه الأم والأب والتحكم المفرط أو التدليل المبالغ فيه للطفل أو نقد الأم المستمر لطفلها وتوبيخه قد يؤدي إلى ظهور التلعثم وتفاقمه، مشددة على أهمية توجيه الإرشاد لأمهات وآباء هؤلاء الأطفال وتدخل عدة تخصصات منها التخاطب والطب النفسي، بالإضافة لتخصصات أخرى لعلاج هذه الحالة.