نظمت جامعة عين شمس برئاسة أ. د. محمود المتيني ندوة " شيخ العرب همام" وذلك ضمن فاعليات الموسم الثقافي الفني والذي ينظمه قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة برئاسة أ. د. هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون القطاع بالتعاون مع كلية الآثار برئاسة أ. د. ممدوح الدماطي عميد الكلية وإشراف أ. سهيل حمزة أمين الجامعة المساعد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة

واستضافت الندوة فريق عمل المسلسل الكاتب أ. عبد الرحيم كمال والمخرج أ. حسنى صالح والفنان سامح الصريطي والكاتبة والأديبة الدكتورة لميس جابر.

حيث افتتح الندوة أ. د. ممدوح الدماطي عميد كلية الآثار ووزير الآثار الأسبق متحدثًا حول همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام ابن أبو صبيح سيبة، والملقب بـشيخ العرب همام، وهو من أشهر شخصيات الصعيد ولد عام 1709 م في فرشوط محافظة قنا وتوفي عام 1769 م وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف ومضى قدماً في توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى أسوان .

وقام بتأسيس شبه دولة فأنشأ الدواوين لإدارة شئون الأراضي الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها وشكّل قوة عسكرية من الهوارة والعرب والمماليك الفارين من حكم علي بك الكبير فدقت أبواق الحرب بين دولة في الجنوب يرأسها شيخ العرب همام ودولة الشمال برئاسة على بك الكبير، فبعث همام (شيخ العرب) جيشًا كبيرًا جمع فيه عدة جيوش من الصعيد ومن هوارة وعلى رأسهم (إسماعيل الهوارى) ابن عم الشيخ همام وزوج اخته وخال أولاده اختاره همام ليكون قائدًا للجيش وبدأت الحرب، وكانت الغلبة من نصيب أهل الصعيد وهوارة في البداية ولكن بسبب مكر المماليك استطاعوا أن يخدعوا إسماعيل الهواري ويجعلوه يخون ابن عمه وانتصر المماليك بسبب الخيانة ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من الرماد فاتجه همام إلى النوبة ليبني جيشًا آخر من الصعيد ولكنه لم يستطع بسبب الموت فتوفي في الطريق.

وأوضح أ. د. أحمد الشوكي وكيل كلية الآثار لشئون الدراسات العليا مشاركة كلية الآثار بجامعة عين شمس في حفائر قرية العركي بفرشوط، من خلال التعاون المثمر مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ووزارة الآثار المصرية، كما بمشاركة مفتشي وزارة السياحة والآثار المصرية وكذلك طلاب الآثار بجامعة عين شمس، ويتم التدريب على مهارات الحفر والتوثيق والرفع الأثري، إلى جانب الرسم المعماري، واستخدام الأجهزة في الموقع، في إطار التدريب العالي لطلاب قسم الحفائر بكلية الآثار لأول مرة في مصر هذا العام.

وتقع قلعة شيخ العرب همام بقرية العركي، جنوب غرب فرشوط بحوالي 6كم، وترجع أهمية هذا الموقع نظراً لوقوع القلعة في مواجهة وادي الحول وهو الطريق الرئيسي المؤدي لدرب الأربعين من هذه المنطقة وهو الدرب التجاري الشهير الذي دأبت القوافل التجارية المرور عبره لفترات طويلة من تاريخ مصر ويعد هذا الموقع من المواقع البكر التي لم يسبق إجراء أية حفائر بها، وهو يمثل نموذجًا فريدًا للمنشآت الحربية التي لا زالت باقية بصعيد مصر واستمرت البعثة لمدة شهر كامل.

وتحدث الكاتب الكبير أ. عبد الرحيم كمال حول واحدة من أروع الشخصيات وأكثرها إثارة للدهشة وهو شيخ العرب همام الذي استطاع بفطننته وحنكته أن ينهي الخلافات بين الهوارة والعرب والأشراف والوافدين واستطاع أن يوحد تلك القبائل ويواجه المماليك .

وعن الصعوبات التي واجهته أثناء كتابة الشخصية كانت اللهجة التي سيتم اعتمادها في المسلسل، وأضاف سيادته أن خطابات شيخ العرب همام كان لها دور أساسي في اختيار اللهجة الصعيدية التي ظهرت في المسلسل.

وتناول المخرج حسنى صالح تجربته الإخراجية في مسلسل شيخ العرب همام في تجسيد شخصية أقرب إلى الخيال من القوة والذكاء والدهاء ويتميز بمهارات الفروسية وركوب الخيل فكان تحدى صعب في اختيار فنان قدير وفارس فتدرب الفنان القدير يحيى الفخراني على ركوب الخيل والفروسية أكثر من ثلاثة أشهر، وكان التحدي الأكبر بتصوير المعارك التي تتضمنها احداث المسلسل، بالإضافة إلى عمل تناغم بين عدد من النجوم القوية التي تجسد شخصيات تاريخية مؤثرة.

كما أعربت الدكتورة لميس جابر عن بالغ سعادتها باستضافتها في الجامعة التي تخرجت بها وذكريات الدراسة في كلية الطب جامعة عين شمس.

وأشارت إلى التناقضات الشخصية والجوانب المختلفة لكل شخصية وخاصة شخصية عيسى وإسماعيل وشخصية الشيخ سلام أخو الشيخ همام والذي جسد التاريخ وقربه لخيال المشاهد.

وتناولت العلاقة التاريخية بين السلطان العثماني والهوارة أو الهمامية وصولًا إلى شيخ العرب همام الذي حكم الصعيد بدءًا من "المنيا إلى أسوان ".

وحكم المماليك برئاسة على بك الكبير شمال مصر والعلاقة بينهما بين الوفاق والخلاف وأبرزت دهاء وذكاء وفطنة شيخ العرب همام والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي أعقب وفاة شيخ العرب.

وذكرت ما قاله الجبرتي عن وفاة شيخ العرب همام "مات الجناب الأجل والكهف الأظل الجليل المعظم والملاذ المفخم الأصلي الملكي ملجأ الفقراء والأمراء ومحط رحال الفضلاء والكبراء شيخ العرب الأمير شرف الدولة همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام ابن أبو صبيح سيبة"

وعن تجربة الفنان سامح الصريطى التمثيلية لشخصية عيسى في مسلسل شيخ العرب همام والصعوبات التي واجهها في تجسيد الشخصية وتفاصيلها النفسية والتي كانت سبب في نجاح العمل ومصداقيته التاريخية التي عرفت الجمهور بفترة تاريخية مغمورة، مؤكدًا دور الدارما في تحويل النصوص التاريخية الجافة إلى مشاعر إنسانية نابضة ترسخ في الذهن وتؤثر في العقول، كما تم عرض فيلم وثائقي عن حفائر شيخ العرب همام بفرشوط، بالإضافة إلى تكريم طلاب كلية الآثار المشاركين في أعمال الحفائر.

وفي ختام الندوة تم تكريم السادة الضيوف وإهدائهم درع الجامعة.