logo

A S U

ألسن تناقش رواية "حارس العشق الإلهي" في أولى فعاليات نادي الكتاب

أكد الروائي أدهم العبودي كاتب رواية "حارس العشق الإلهي" أنه أستغرق وقت كبير في تجميع المصادر والبحث في عدة أزمنة مختلفة لتتبع حياة جلال الدين الرومي كعالم قبل تأسيس المولوية والصوفية؛ وذلك لرصد واقع تاريخ حياة في روايته التي اعتمدت على تتبع التاريخ المجهول ورصد الفراغات الزمنية الكبيرة في شخصيته، جاء ذلك خلال الندوة الثقافية التي نظمها قسم اللغة الانجليزية بكلية الالسن بجامعة عين شمس لمناقشة رواية "حارس العشق الإلهي"، تحت رعاية أ.د.مني فؤاد عميد الكلية، في إطار أولى فعاليات نادى الكتاب الذي ينظمه القسم بشكل دوري، و بحضور أ.د.فدوي كمال رئيس القسم، الكاتب مصطفى منير، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وعدد كبير من الطلاب.

وأضاف أنه خلال تتبع حياة العالم جلال الدين الرومي في الحقب الزمنية المختلفة رصد أن والده هو العالم بهاء البلخي؛ حيث اضطرت أسرة الرومي إلى الفرار من بلخ عندما اجتاحها المغول متجهين إلى نيسابور، وهناك التقى جلال الدين بالشاعر الكبير فريد الدين العطار الذي أهدى إليه ديوانه أسرار نامه، فتعلَّق الشاب بعد قراءته بالتصوف والشعر معاً.

وأمام زحف المغول اضطر بهاء الدين إلى أن يواصل الترحال بأسرته إلى الشام ثم إلى مكة بقصد الحج قبل أن يتجه إلى الأناضول، ليستقر في ظل أسرة قرامان لمدة سبع سنوات إلى أن وصلته في عام 1228 م دعوة من السلطان علاء الدين كيقباذ حاكم دولة سلاجقة الروم ليقيم بالعاصمة قونية مدرساً بالمدرسة التي شيدها السلطان.

وأضاف الكاتب أدهم العبودي أن جلال الدين الرومي كان له عدة مؤلفات لغوية، وبعد وفاة شمس التبريزي اختلفت نظرته الى الحياة؛ فأصبح يري الحياة من منظور بعيد عن المادية، وبعد وفاة أبنه أصبح صوفي، وأكد على أن المقولات التي نقرأها على صفحات التواصل الاجتماعي ناتجة عن ظروف ومواقف غامضة لا يعلم متداولوها شيئًا عنها ولكنها نتاج أحداث قوية.

وتابع حديثه مؤكدًا على أن الأديب مهمته تبدأ وتنتهي في سبيل القارئ فقط، حيث أن المتلقي هو الحكم الأساسي على الأعمال الأدبية وصاحب التقدير النهائي للكاتب عن مختلف مشروعاته الأدبية.

بينما أكد الكاتب مصطفى منير على أنه أحد أبناء قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وأوضح أن الكاتب هو صاحب مشروع مهما اختلفت الكتابات ولكن يبقى الكاتب المبدع صاحب رؤية حتى لو امتدت لعدة روايات ويجعل القارئ في كل رواية محافظًا على شغفه دون ملل، مشيرًا إلى مشروع أدهم العبودى وهو العلاقة بين الانسان والإله؛ وهو ما استمر عليه خلال آخر رواية له باسم "بينما نموت روح بن أسماء الرب"، وهو آخر كتابات الروائي أدهم العبودي حاليا في الأسواق.

موضحًا أن الصوفية موضوع قديم تناوله الكثير من الأدباء ولكن الإبداع الذي خلقة أدهم العبودي في رواية "حارس العشق الإلهي" هو أنه جعل من التاريخ بطلًا للرواية ، وتابع حديثه مشيرًا إلى شخصية كيرا في الرواية و هي زوجة جلال الدين الرومي والذي أكتشف الكاتب خلال بحثه أنها كانت مسيحية ولكن لا يوجد الكثير من المعلومات عنها؛ وهنا اتجه الكاتب إلى وحي خياله في خلق وجود منطقي وردود أفعال لشخصيتها حتى اعتقد القارئ أن صفاتها ومواقفها حقيقية، مؤكدًا على أن الكاتب الناجح هو من يعطي صيغة فلسفية لكل شخصية من منظور مختلف .

وفي الختام تناول الحضور المناقشات مع كاتب الرواية عن أحداث الرواية وكيفية تصوراته حول حياة جلال الدين الرومي واستيحاء بعض المواقف التي أظهرها الكاتب في روايته وأكدوا على ركائز فن أدهم العبودي وهي العشق والتاريخ واللغة وكيفية تناول كل منها من خلال الرواية.