logo

A S U

وزيرا التعليم العالي والصحة ورئيس جامعة عين شمس يشهدون افتتاح المؤتمر الدولي الأول لزراعة الكبد

شهد أ. د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، و أ. د. خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، أ. د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس ورائد زراعة الكبد افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول لزراعة الكبد، المُنعقد على مدار ثلاثة أيام 17- 19 نوفمبر الجاري بالقاهرة، بحضور الجراح العالمي د. مجدي يعقوب أستاذ جراحة القلب والصدر بالمعهد الوطني للقلب والرئة في إمبريال كوليدج لندن، ود. محمد غنيم رائد زراعة الكلى ومؤسس مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية، فضلًا عن نُخبة من العلماء والأطباء في مجال زراعة الأعضاء.

في بداية كلمته، أعرب وزير التعليم العالي عن سعادته بافتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول لزراعة الكبد، بمُشاركة نخبة مُتميزة من العلماء والباحثين والأطباء؛ لمُناقشة النظم والأساليب الحديثة في مجال زراعة الكبد، وتحسين رعاية المرضى، مقدمًا الشكر للقائمين على تنظيم المؤتمر.

وثمن د. عاشور جميع الجهود المبذولة لتحسين رعاية المرضى، من خلال البحث العلمي والتعليم والتواصل الدولي مع المؤسسات الإقليمية والدولية.

وأوضح الوزير أن زراعة الأعضاء شهدت تغييرات في سياسات التبرع بالأعضاء وزرعها، والتي تُجرى في مصر، مشيرًا إلى أنه أصبح من الضروري تعزيز الوعي المُجتمعي بأهمية التبرع بالأعضاء، من حديثي الوفاة كممارسة جديدة غير مُطبقة للتبرع بالأعضاء وزرعها في مصر، لافتًا إلى أهمية اعتمادها لضمان أن التبرع بالأعضاء وزرعها جزء لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية في مصر.

         
   
         

ونوه د. عاشور إلى أن المستشفيات الجامعية تلعب دورًا رئيسيًا في مجال زراعة الأعضاء من المُتبرعين الأحياء في نظام الرعاية الصحية، حيث تهدف المستشفيات الجامعية إلى رفع كفاءة خدمات الطبية المقدمة للمرضى، مشيرًا إلى وجود 10 مراكز زراعة أعضاء مُرخصة بالمستشفيات الجامعية في 6 محافظات (القاهرة - الإسكندرية - أسيوط - المنصورة - المنوفية- الزقازيق).

وأشار الوزير إلى أن المستشفيات الجامعية قامت خلال عام 2021 بعمل 440 عملية زراعة الأعضاء، وهو ما يُمثل حوالي 25٪ من العدد الإجمالي من عمليات الزرع في جميع أنحاء مصر، موضحًا أن الوزارة تعمل جنبًا إلى جنب مع مركز زراعة الأعضاء بجامعة عين شمس؛ للحصول على ترخيص كأول مركز مصري لزراعة الرئة.

وفي ختام كلمته، أكد د. أيمن عاشور أن المؤتمر يحمل معه آمالاً كبيرة لملايين المرضى الذين يُعانون من أمراض الكبد، من خلال عرض أحدث الأفكار والرؤى والتصورات العلمية، والتطبيقات التكنولوجية التي طرأت على هذا المجال سواء في جهة التشخيص والعلاج أو في جهة الجراحة والزراعة، متمنيًا خروج المؤتمر بنتائج وتوصيات توازي حجم التطلعات المعقودة عليه، وتسهم في المسيرة الإنسانية، والجهود الدولية الخاصة بتشخيص وعلاج أمراض الكبد.

وأكد أ. د. خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، خلال كلمته أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بملف زراعة الأعضاء بمصر، وعلى رأسها زراعة الكبد، وتضع على عاتقها مسؤولية تذليل العقبات وتقديم كافة سبل الدعم والأدوات اللازمة لتيسير العمل بملف زراعة الكبد بمصر، لذا حرصت الدولة المصرية، على إنشاء وتجهيز أول مركز إقليمي طبي متخصص بمجال زراعة الأعضاء في مصر والشرق الأوسط بمقاييس عالمية، داخل مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، بقوة 300 سرير، ويستهدف المركز التوسع في تخصصات زراعة (الرئة ، القلب، الكلى، الكبد) وغيرها، لافتًا إلى أن المركز يعمل على ترسيخ مكانة مصر، كمركز إقليمي بمجال زراعة الأعضاء.

موضحًا، أن ملف زراعة الأعضاء يُعد مشروع قومي بالدرجة الأولى، وتعود أهميته إلى الحفاظ على الحالة الصحية للمواطنين، وتحقيق مبدأ المساواة في الحصول على حياة صحية جيدة بين المواطنين، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة والسكان، تسير وفق آلية واستراتيجية محددة بهذا الملف، وفقًا لقانون رقم 5 لسنة 2010 الخاصة بتنظيم بآلية العمل بزراعة الأعضاء، منوهًا إلى أنه يتم تحديد واختيار المرضى، وفقًا للأولويات والاحتياجات الصحية لكل مريض، وذلك من خلال قاعدة البيانات الخاصة بمبادرة رئيس الجمهورية لمنع قوائم الانتظار.

كما استعرض الوزير، خلال مشاركته بالمؤتمر، عدد العمليات والاحصائيات المحلية والعالمية، ففي مصر، نجحت الدولة المصري بزراعة 600 عملية كلى، وأكثر من 300 حالة لزراعة الكبد، وذلك في عام 2021، منوهًا إلى أول حالة زراعة كبد بمصر كانت عام 2001، وكلى بعام 1978، مؤكدًا أن مصر تمتلك خبرات كبيرة ومهارات فائقة بهذا الملف بما يؤهلها لأن تصبح بمركز إقليمي لزراعة الأعضاء بكافة التخصصات.

وفي كلمته اوضح أ. د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس ورائد زراعة الكبد أن زراعة الأعضاء في مصر سطرت قصة نجاح لخدمة مرضى الفشل العضوي على مدار العقدين السابقين، وذلك برغم جميع التحديات التي واجهتها الممارسة.

مؤكدًا أن قانون زراعة الأعضاء الحالي جيد ولا ينقصه إلا الفهم السليم المنصف وتفعيل المادة الوحيدة الغير مفعله به وهي البدء في زراعة الأعضاء من المتبرعين حديثي الوفاة، مشيرًا إلى أنه لدينا من الخبرات والكوادر ما يؤهلنا لذلك، لافتًا إلى ضرورة تهيئة البنية التحتية المعلوماتية والتفرغ المهني المحترف ودعم وتمكين المراكز صاحبة الممارسة الكثيفة القائمة بالفعل والموزعة جغرافيا على خريطة مصر، موضحًا أن هذه هي خارطة الطريق المنصفة والتي اتبعها العالم أجمع.

ومن جانبه أعرب السير مجدي يعقوب، عن بالغ سعادته باتخاذ الدولة المصرية خطوات حقيقية نحو زراعة الأعضاء، حيث أكد أن المنظومة الصحية بمصر تمتلك مهارات فائقة للعمل بهذا الملف، موضحًا أن ملف زراعة الأعضاء له أهمية كبيرة، لذا لابد من توفير الأبحاث اللازمة لمساعدة الفرق الطبية للعاملين بهذا التخصص الطبي، مشيرًا إلى أن عملية التبرع بالأعضاء ثقافة رحيمة لها مشاعر إنسانية ولا بد من نشرها بين المواطنين وتغيير ثقافات المجتمع المصري.

وعلى هامش المؤتمر عُرض فيلم تسجيلي؛ لإبراز أهمية عملية التبرع بالأعضاء للحفاظ على الحياة العامة للمواطنين، باعتبارها «فرصة ثانية للحياة» ونشر ثقافة التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة المواطنين، كما تضمن الفيلم القصير، استعراض لتجارب الدول الرائدة بهذا الملف، علاوة على إذاعة كلمة مسجلة للمرضى الذين خضعوا لعمليات تبرع وحصول على فرصة ثانية للنجاة، بتلقي أعضاء جديدة، وذلك بهدف نشر ثقافة التبرع بالأعضاء، كما تم تكريم عددًا من العلماء والأطباء في مجال زراعة الأعضاء.

وتناولت فعاليات المؤتمر شرح دور وأهمية عملية التبرع وزراعة الأعضاء في نجاة الشعوب، كما أكد المُشاركون على أهمية التشارك وتبادل الخبرات والبحوث العلمية بين الاستشاريين والمتخصصين بمجال زراعة الأعضاء بمختلف دول العالم.