نظم قسم اللغة اليابانية بكلية الألسن جامعة عين شمس محاضرة عامة بعنوان "شخصية اليابان...بين واقع التجربة وخيال التصور"، تحت رعاية وبحضور أ.د. سلوى رشاد، عميد كلية الألسن والمشرفة على قسم اللغة اليابانية، وإشراف أ.د.أشرف عطية، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، قدمها أ.د. المؤمن عبدالله أستاذ الدراسات اليابانية والترجمة بجامعة طوكاي اليابانية والذي يحاضر حاليًا بقسم اللغة اليابانية بالكلية ضمن برنامج علمي قصير بدعمٍ من مؤسسة اليابان-مكتب القاهرة.
قدم الدكتور المؤمن لمحةً سريعةً عن تجربته الشخصية في اليابان والتي بدأت بشغفه الشديد باللغة والثقافة اليابانية مما دفعه إلى السفر إلى اليابان قبل 28 سنة، حيث تمكن من الحصول على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في اللغة اليابانية وآدابها، وعمل في جهاتٍ عديدةٍ في مجالات الترجمة والتعليم، حيث ترجم للعديد من الشخصيات الكبيرة على رأسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وإمبراطور وإمبراطورة اليابان وغيرهم من الرؤساء والملوك وكبار المسئولين العرب واليابانيين.
أكد الدكتور المؤمن خلال المحاضرة على أهمية مجال الدراسات الإنسانية واللغات في خدمة المجتمع والعلاقات الدولية، والدور الكبير الذي يقوم به المترجم في التأثير على الثقافات والمجتمعات التي يتعامل معها، وتحدث باستفاضة عن طبيعة الشخصية اليابانية مؤكدًا أن ما يميزها هو الاهتمام بالتفاصيل والإجراءات أكثر من الاهتمام بالنتائج، وأن "طول البال" وعدم استعجال النتائج هو ما يمثل القيمة المضافة للشخصية اليابانية التي تبني تعاملاتها وتفكيرها على أساس طبيعة العلاقة مع الآخر وهو ما يحقق في النهاية التناغم بين جميع أفراد المجتمع.
وأردف قائلًا بأن المجتمع الياباني لم يكن مثاليًا في الماضي، وأن وصول المجتمع الياباني إلى الصورة الحالية جاء على مراحل وبتوجّهات تم تنفيذها بحزم ودقة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.
وفي نهاية المحاضرة وجه الدكتور المؤمن عددًا من النصائح للطلاب بعدم استعجال النتائج وبالتحلي بالصبر في مسيرتهم التعلمية والعملية بعد التخرج حتى يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم من خلال الحرص على تطوير الذات باستمرار، وبضرورة اكتساب مهارات متنوعة وليس اكتساب اللغة فقط، وكذلك عدم الانغلاق على الذات أو على دائرة ضيقة من الأصدقاء فقط أو على مواقع التواصل والبحث وفقط.
قام الدكتور محمد عبدالرحمن عشيبة المدرس بقسم اللغة اليابانية بالتنسيق وإدارة المحاضرة، حيث قدم تعريفًا بالمحاضر، وأدار الجلسة الحوارية التي تناولت العديد من الأسئلة والإجابة عليها.