logo

A S U

ورشة عمل بعنوان: "الترجمة الأدبية من العبرية" بآداب عين شمس

تحت رعاية أ. د. حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس، عقد اليوم قسم اللغة العبرية وآدابها برئاسة أ. د. سامية جمعة علي منصور ورشة عمل بعنوان: "الترجمة الأدبية من العبرية" حاضر فيها د. أحمد شمس الدين مدرس الأدب العبري الحديث والمعاصر بالقسم، وفي مستهل ورشة العمل قدّم د. أحمد شمس الشكر للأستاذة الدكتورة حنان كامل متولي عميدة الكلية وللأستاذة الدكتورة سامية جمعة رئيس القسم على جهودهم الملحوظة في تطوير العملية التعليمية بالكلية والقسم.

وفي بداية الورشة استعرض د. أحمد شمس مفهوم الترجمة الأدبية التي تعد أرقى أنواع الترجمة التخصصية، وأوضح الاختلاف بينها وبين أنواع الترجمة التخصصية الأخرى. ثم أشار دكتور أحمد شمس إلى أهمية ترجمة الأدب العبري على وجه التحديد، لكونه أدب صراع يمكن من خلاله التعرف على واقع الصراع العربيّ الإسرائيليّ واستشراف مستقبله، فهناك بعض الأعمال الأدبية العبرية التي انطوت على رؤية تسبق العصر وتتوقع مستقبل الصراع، وأشار د. أحمد شمس إلى أن مشروع أ. د. إبراهيم البحراوي في رسالته للدكتوراه كان قائمًا على استشراف مستقبل الصراع بعد نكسة يونيو 1967م؛ حيث كان المجتمع الإسرائيلي غارقًا في نشوة الانتصار والزهو والفخر بالنصر الكاسح وكانت الصحف العبرية تحفل بهذه الصورة، في حين قام أ. د. البحراوي بدراسة الملاحق الأدبية التي كانت تصدر عن هذه الصحف والتي كانت رؤيتها مغايرة لما كان يُنشر في الصحف؛ حيث عبّرت عن القلق والتخوف من الانتقام العربي، وهو ما وقع بالفعل في حرب أكتوبر 1973م.

كما أشار د. أحمد شمس إلى أن الانقسام الداخلي في إسرائيل والثورة القضائية التي قادها العلمانيون قبل اندلاع حرب السابع من أكتوبر 2023م هي ثورة توقعتها الأعمال الأدبية العبرية منذ عقود؛ فعلى سبيل المثال توقعت الأديبة "أفيفيت مشماري" في رواية لها نُشِرت منذ عام 2013م قيام ثورة علمانية ضد الحكم الديني لإسرائيل، وأن العلمانيين سيصبحوا أقلية داخل المجتمع الإسرائيلي، وهو ما وقع بالفعل قبل اندلاع حرب السابع من أكتوبر الأخيرة.

وذكر المحاضر سبع صعوبات تواجه من يقوم بالترجمة الأدبية، وأشار إلى الشروط التي يجب أن تتوافر في المترجم الأدبي، ثم تولى المحاضر شرح بعض المصطلحات العامة في الأدب وبعض المفاهيم الخاصة بالأدب العبري على وجه التحديد، ومنها توضيح الفروق الجوهرية بين مفاهيم: "الأدب الصهيوني"، و"الأدب اليهوديّ"، والأدب العبريّ"، و"الأدب الإسرائيليّ".

وكان من أهم محاور الورشة المحور الخاص بحركة الترجمة الأدبية من العبرية وإليها؛ حيث أشار المحاضر إلى أنّ بداية نشاط الترجمة من العبرية وإليها قد بدأ بعد قيام إسرائيل عام 1948م، وزاد النشاط بصورة ملحوظة في أعقاب نكسة يونيو 1967، ولكن تركز النشاط الترجميّ على ترجمة الرواية العبرية في الصحف والمجلات بصورة جزئية، وأشار المحاضر إلى أنّ هناك قصور واضح في عملية الترجمة من العبريّة حيث لم يصل عدد الروايات المترجمة من العبرية إلى العربية إلى ثلاثين رواية فقط، وأكثر من نصف هذا العدد صدر في دور نشر إسرائيلية؛ الأمر الذي يوضّح قصورًا كبيرًا في عملية الترجمة من العبرية.

وأشار الدكتور أحمد شمس إلى أننا نفتقد في الدول العربية مشروعًا ترجميًا تتبناه إحدى المؤسسات الثقافية حتى يتسنَّى انتقاء الأعمال التي تتم ترجمتها من الأدب العبريّ، على النقيض مما تقوم به إسرائيل التي تمتلك مؤسسات ثقافية متعددة تقوم بتولي نشر الأعمال المترجمة من الأدب العربيّ، على سبيل المثال دار نشر "الأندلس" التي تتولى ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى اللغة العبرية وبخاصة من دواوين الشعر العربيّ لشعراء أمثال: محمود درويش وطه محمد علي وغيرهم، كما يمتلك معهد فان لير بالقدس دارًا للنشر تقوم بإصدار سلسلة ترجمات باسم "مكتوب" وهذه السلسلة تتولى إصدار الترجمات العبرية للأدب العربيّ، علاوة على "معهد ترجمة الأدب العبري" الذي تتمثل مهمّته في ترجمة الأعمال الأدبية العبرية إلى ما يقرُب من 82 لغة من لغات العالم ومن بينها العربية؛ وهو ما يشي بالاهتمام المؤسسي بعملية الترجمة الأدبية في إسرائيل.

وفي ختام ورشة العمل تم تقسيم الحضور إلى مجموعات عمل لترجمة نماذج تطبيقية من الشعر والنثر العبريّ؛ حيث شارك الحضور في ترجمة النماذج مع استعراض الترجمة الأقرب إلى نقل النص المصدر في النهاية.

Email Facebook Print  Tweet Share on LinkedIn