نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآداب بجامعة عين شمس، ندوة بعنوان: "التوعية بحقوق ذوي الإعاقة في التعليم والدمج المجتمعي" وذلك يوم الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 تحت رعاية أ. د. غادة فاروق نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أ. د. حنان كامل عميد الكلية، وإشراف أ. د. حنان محمد سالم وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التي أعربت عن امتنانها لإدارة الكلية برئاسة الدكتورة حنان كامل على ما تقدمه من دعم لذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت إنه يبدو جليًا من واقع خبرتي التي تزيد عن 25 عام بقسم الاجتماع الذي يضم أكبر عدد من طلاب الدمج، أنهم لديهم قدرة كبيرة على تصدير الطاقة الإيجابية تنعكس علينا بالأمان، وكذلك قدرتهم الملحوظة على العطاء، وقدرة مبهرة على التواصل الفعال، وإبداء المهارات.
كما قامت بتقديم المحاضر د. محمود فؤاد مدير مركز التقدم التابع للجمعية لمصرية لتقدم الأشخاص ذو الإعاقة والتوحد والذي يتمتع بنبوغ ملحوظ منذ أن كان طالبا بالجامعة حتى حصل على الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالتبادل بين الجامعات، كما أثنت على تفوقه في المجال العلمي والعملي وعلى المستوى الإنساني، وقد قام د. محمود بدوره في سرد تاريخ عمله بالجمعية، ومخاوفه من اقتحام هذا المجال في البداية وقد تحول هذا الخوف إلى رغبة متصاعدة في تقديم كل الدعم لهم من أجل تقدمهم ورقيهم وتغيير نظرة الناس لهم ، حيث بدأ الندوة بسؤال مهم جدا وهو: تخيل نفسك لديك إعاقة ، كيف تحب أن يعاملك الناس؟
وقام بعرض مشاهد من أفلام تلخص المعاناة التي يتعرض لها ذو الإعاقة في التعامل مع الأصحاء، لأن العديد من الأشخاص ليس لديهم قدرة وذكاء اجتماعي.
كما استعرض عدد من المفاهيم المتعلقة منها: تعريف الإعاقة، والشخص ذو الإعاقة، ومفهوم الدمج، جهود الدولة من أجب احتواء هذه الفئة ودمجها مع جميع فئات المجتمع.
كما عرض عدد من الحقائق العددية عن الإعاقة منها أن هناك شخص واحد لديه إعاقة من واقع 15 شخصًا، كما ذكر أن هناك ما يزيد عن 500 إعاقة، كما ألقى الضوء على أنواع الإعاقة التيث تتضمن الإعاقة البصرية، السمعية، الذهنية والتي توضح قصورا شديدا في التعليم التلقائي واتخاذ القرارات.
وتعد الإعاقة الذهنية من أكثر الإعاقات صعوبة في التعامل والتعايش معها من قبل المحيطين بذي الإعاقة.
كما أوضح أن هناك العديد من المشاهير والمبدعين الذين لديهم إعاقات ولم تؤثر على مسيرة إبداعاتهم.
كما ألقى المحاضر الضوء على كيفية التعامل مع الأشخاص ذو الإعاقة وآداب التعامل معهم أهمها: تبسيط اللعب معه، عدم تدقيق النظر إليه، وأهمية مساعدته بعد استئذانه وتجنب فرض التطفل عليه، تشجيعه بالابتسامة، مراعاة الفروق الفردية بينه وبين أقرانه في النادي وعدم المقارنة بينه وبين أقرانه من الأصحاء، اللعب معه وإقامة الصداقة معه لأنه يأنس بهذا القرب.
فيما أدلت أ. د. منى حافظ أستاذ الاجتماع بمداخلة تعقيبًا على المادة العلمية المقدمة بالمحاضرة فأثنت على المحاضر وهو أحد تلاميذها، وقالت إنها تقيم حوارات وتتعمد دمج الطلاب من ذوي الإعاقة وتنصت لهم وتستمع لمواهبهم، حيث أوضحت أنها تكتشف من خلال تفاعلهم معها في المحاضرة؛ تمتعهم بذكاء اجتماعي وتفوقهم وحصولهم على ميداليات ومراكز في مختلف المجالات منها الفن والعلم والرياضة وباختلاف أنواعها، فلدينا نماذج مشرفة استطاعوا النهوض بأنفسهم بفضل دعم الأسرة في المقام الأول والكلية والجامعة.
كما أجاب المحاضر عن أسئلة الحضور بخصوص علامات التوحد واضطراب التوحد، وعلام يدل فقدان التواصل، الذي يحتاج إلى تأهيل وليس علاج لأن اضطراب التوحد ليس له علاج.
وعلى هامش الندوة تم إقامة معرض للمشغولات اليدوية لأبناء الجمعية من الأشخاص ذوي الإعاقة، وقد اتسمت المعروضات والأشغال اليدوية والإكسسوارات بالدقة البالغة والحرفية في التنفيذ.
وفي نهاية الندوة قامت أ. د. حنان محمد سالم بتكريم د. محمود فؤاد على جهوده في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.