نظم قطاع الدراسات العليا والبحوث بكلية الألسن جامعة عين شمس للسنة العاشرة على التوالي المنتدى العلمي لشباب الباحثين بعنوان " الإبداع عبر الوسائط المتعددة في الأدب واللغة والترجمة"، تحت رعاية أ. د. سلوى رشاد، عميد الكلية، وإشراف أ. د. أشرف عطية، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث.
وخلال كلمتها الافتتاحية أكدت أ. د. سلوى رشاد، عميد الكلية، أن كلية الألسن بجامعة عين شمس تقدم خلال مؤتمرها السنوي للباحثين نموذج لربط الثقافة العربية والغربية وتعريب الكتب الأجنبية بصبغة تاريخية وثقافية وعلمية تميزها عن غيرها من الكليات المناظرة على مستوى الجامعات المصرية، الأمر الذي يحتم ضرورة وضع الكلية لخطط تطوير مستمرة للدور الذي تلعبه في إعداد كوادر من المتخصصين والباحثين في مجالات الأدب واللغة والترجمة.
مضيفة أن مؤتمر هذا العام بعنوان " الإبداع عبر الوسائط المتعددة في الأدب واللغة والترجمة"، يهدف إلى تطوير البحث العلمي تماشيًا مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة واستراتيجية التحول الرقمي وتحويلها لمجتمع رقمي، كما يتسق هدف المنتدى مع الغايات الاستراتيجية لجامعة عين شمس التي نجحت في الارتقاء بتصنيفها الدولي وحصولها على خمسة نجوم في تصنيف الـ QS البريطاني من خلال تحقيق التميز في البحث العلمي ودعم الابتكار.
وأشارت إلى أن موضوع المنتدى هذا العام متسقًا مع الإجراءات التي اتخذتها الكلية مؤخرًا في تطوير برامجها الدراسية بالدراسات العليا ومنها إعداد برنامجًا بينيًا بالدراسات العليا يدمج تخصص الترجمة مع علوم الحاسوب والذي تم تفعيلة عام 2021، ويهدف إلى تدريب الباحثين على استخدام البرمجيات في إدارة مشروعات الترجمة وترجمة الوسائط المتعددة ومعالجة مشكلات الترجمة وإثراء حركة البحث العلمي في مجال توظيف التكنولوجيا.
وتابعت حديثها مشيرة إلى أنه في نفس التوجه قامت الكلية بتأسيس مركز الابتكار كفرع للمركز الرئيسي للجامعة بهدف ربط الابتكار والبحث العلمي بريادة الأعمال والاحتياجات المجتمعية ومقابلة التحديات الوطنية وإيجاد حلول ابتكارية لها، كذلك تعقد الكلية سنويًا مسابقة "ألسنيون يبتكرون" على مستوى مرحلة الليسانس والدراسات العليا، وقد خصلت على المركز الأول مرتين في مسار الباحثين لطلاب الدراسات العليا ممن لديهم أفكار لأبحاث تطبيقية يمكنها أن تحل مشكلة على مستوى مسابقة "عين شمس تبتكر" التي تعقدها الجامعة.
كما قامت الكلية بتطوير البنية التحتية التكنولوجية لتقابل ما تم تطويره من برامج وتوجهات بحثية جديدة، ومنها إضافة معملين جديدين لخدمة البرامج والمقررات البينية الجديدة التي ترتبط بالتطبيقات التكنولوجية، كذلك التعاون مع الجامعة ووزارة التعليم العالي في تأسيس قاعات الاختبارات الإلكترونية الجديدة المجهزة لاستقبال الامتحانات الإلكترونية على المستوى المحلى والدولي التي عقدتها الكلية بنجاح على مدار السنوات الأخيرة.
ومن جانبه أشار أ. د. أشرف عطية، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن المنتدى هذا العام يتناول موضوع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المستخدمة في خدمة الباحثين وتأثير ذلك على مستقبل دراسة اللسانيات.
ويعقد منتدى هذا العام بشكل مختلف عن السنوات السابقة حيث لن تقتصر فعالياته على تقديم أوراق بحثية لشباب الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، بل سيتضمن عددا من الجلسات الحوارية بمشاركة علماء بارزين في مجال الدراسات اللغوية والأدبية والترجمة في مصر وخارجها.
تحدث في الجلسة الافتتاحية أ. د. سامح حنا، الأستاذ بجامعة ليدز سابقا واستشاري ترجمة الكتاب بالاتحاد الدولي لجمعيات الكتاب المقدس، عن الجوانب الثقافية والاجتماعية لعملية الترجمة التي يجب أخذها في الاعتبار عند الترجمة حيث لا يمكن فصل المترجم عن التأثيرات الاجتماعية والثقافية للبيئة المحيطة، كما تناول سيادته الترجمة عبر الوسائط المتعددة وأليات قياس جودة الترجمة التي تتم عبر الوسائط المتعددة. وتتطرق سيادته الى العمل الضخم الذي يشرف عليه وهو مراجعة ترجمة الكتاب المقدس والمراحل التي مرت بها ترجمة الكتاب المقدس سواء الترجمة الشفهية أو التحريرية أو عبر وسائط متعددة أو الترجمة الرقمية
وتحدث في الجلسة الافتتاحية كذلك أ. د. محمد أوكمضان رئيس قسم الترجمة التحريرية بمقر الأمم المتحدة في جنيف حيث قدم عرضا حول الترجمة الآلية والترجمة لمساعدة الحاسوب والفرق بينهما مشددا على أهمية تطوير المقررات الدراسية وتضمينها تطبيقات الحاسوب المساعدة في الترجمة CATtools وتطرق سيادته إلى معايير الترجمة بالمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.
وشهد الملتقى جلسة هامة ناقشت كتاب الترجمة والصراع للأستاذة الدكتورة منى بيكر أدراها أ. د. مصطفى رياض الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس والدكتورة ندى حجازي مدرس الترجمة بقسم اللغة الانجليزية في كلية الألسن حيث تناولت الجلسة المصاحبات النصية التي استعرضتها دكتورة منى بيكر في كتابها وتأثير شخصية وأيدلوجية المترجم في عملية الترجمة.
وسوف تستمر فعاليات المنتدى غدا الثلاثاء حيث ستعقد 3 جلسات هامة إضافة الى جلسة مشتركة بين أعضاء اللجنة الثقافية بالكلية وأعضاء لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة تحمل عنوان؛ تحديات الترجمة في عصر الرقمنة، وستبدأ أولى جلسات اليوم الثاني بجلسة هامة حول الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل في مجال دراسات اللغات والترجمة.