شهد اليوم الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، احتفالية توزيع شهادات دورات لغة الإشارة المصرية، والتي أقيمت بقاعة المؤتمرات الكبرى بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالأنبا رويس، ضمن بروتوكول التعاون بين جامعة عين شمس والمركز بحضور أ. د. غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية، وأ. د. حنان السعيد منسق عام البروتوكول، أ. د. رنا الهلالي مدير مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة بالجامعة.
تأتي الاحتفالية ضمن مبادرة تعليم لغة الإشارة بهدف تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز قدراتهم، حيث تساهم المبادرة في خلق مجتمع أكثر تواصلاً من خلال دمج الصم والبكم وضعاف السمع، وتأكيد أن الإعاقة ليست في الجسد، بل في العقول التي تتجاهل قدراتهم.
أعرب الدكتور محمد ضياء في كلمته عن سعادته بهذا الحدث الهام، وأشاد بالتعاون المثمر بين جامعة عين شمس والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي منذ توقيع بروتوكول التعاون عام 2016، مؤكدا على أهمية استمرار هذا التعاون الذي أثمر عن تخريج دفعة متميزة من المتدربين المؤهلين للتعامل مع ذوي الإعاقة السمعية، من بينهم أعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين بجامعة عين شمس.
وأشار رئيس جامعة عين شمس إلى أن الجامعة تواصل تعاونها مع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي في مختلف المجالات التي تسهم في تطوير المجتمع، مشيدًا بجهود الأستاذة الدكتورة رنا الهلالي، مديرة مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة، والأستاذة الدكتورة حنان السعيد، مديرة مركز التعليم الإلكتروني المدمج، في تنسيق الجهود المشتركة بين الجانبين.
من جانبه، ثمّن نيافة الأنبا إرميا التعاون الوثيق بين المركز وجامعة عين شمس، وأشاد بدورها في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة الصم وضعاف السمع. كما أشار إلى أن المركز الثقافي القبطي يسعى منذ إنشائه عام 2008 إلى تقديم خدمات متنوعة للمجتمع المصري من خلال التدريب والتعاون مع الهيئات المحلية والعالمية، وكان لجامعة عين شمس دور ريادي في هذا التعاون.
وأوضح الأنبا إرميا أن البروتوكول الموقع مع الجامعة قد شمل العديد من الدورات التدريبية التي تهدف إلى تمكين ذوي الإعاقة وتدريب أولياء أمورهم على التواصل الفعال معهم، مشيراً إلى أن الحلم الكبير للمركز هو إنشاء دبلومة مهنية على مستوى مصر والشرق الأوسط لتأهيل مترجمين متخصصين في لغة الإشارة.
وأكدت الأستاذة الدكتورة حنان السعيد، المنسق العام لبروتوكول التعاون، أن هذا البروتوكول كان نتاج رؤية مشتركة بين نيافة الأنبا والدكتور عبد الوهاب عزت الرئيس الأسبق لجامعة عين شمس، وأنه استمر بفضل الجهود المتواصلة والدعم الدائم من الجامعة.
أوضحت أ. د. رنا الهلالي مديرة مركز ذوي الإعاقة بجامعة عين شمس، أن المركز يسعى لتحقيق رؤية الجامعة التي تهدف إلى بناء "مجتمع جامعي بلا حواجز"، مع التأكيد على أهمية تعلم لغة الإشارة بين جميع أفراد المجتمع الجامعي لتسهيل التواصل مع الطلاب ذوي الإعاقة السمعية. وأضافت أن الجامعة تتيح لهم الالتحاق بجميع الكليات التي توفر لهم الدراسة وتطور مهاراتهم بما يتناسب مع الإعاقة وذلك تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، مما يساعدهم على الاندماج في سوق العمل وبناء شخصياتهم لمواجهة تحديات الحياة الجامعية.
شملت الدورة التدريبية العديد من المجالات الرئيسية أبرزها: سيكولوجية ذوي الإعاقة السمعية، وطبيعة الأصم، وأنواع الصم، بالإضافة إلى مناقشة مشاكلهم الاجتماعية وكيفية التعامل معهم. كما تضمنت الدورة التدريب على استخدام حركات الجسم والإيماءات المختلفة للتعبير عن الأفكار، وتطبيق عملي لمختلف الإشارات الحياتية والأكاديمية، إلى جانب تدريبات ميدانية.
يُذكر أن الدورة تمت تحت إشراف مدربين متخصصين من المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بهدف تأهيل المجتمع الجامعي للتعامل مع الطلاب من الصم وضعاف السمع. وقد اجتاز الدورة بنجاح 135 متدربًا، من بينهم 49 من جامعة عين شمس، واستمرت على مدار أربعة أسابيع بمعدل يومين في الأسبوع، بإجمالي 100 ساعة تدريبية تحت إشراف أكاديمي كامل.
اختتم الحفل بفقرات فنية قدمها فريق من ضعاف السمع، إلى جانب عرض فيديو تسجيلي يوثق تاريخ توقيع البروتوكول. كما تم توزيع الشهادات على المتدربين من أعضاء هيئة التدريس والمترجمين والطلاب.
شارك في الاحتفال لفيف من السادة عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء بيت العائلة المصرية والمترجمين وأ. كلير غايس استشاري تعليم ومدرب ومترجم بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، د. ريهام العطيفي المدير العام لقطاع التعليم والطلاب.