نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن جامعة عين شمس، ندوة بعنوان "مواجهة الشائعات وتوقعها"، تحت رعاية أ. د. محمود المتيني رئيس الجامعة، أ. د. غادة فاروق القائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أ. د. سلوى رشاد عميد الكلية، وإشراف أ. د. يمنى صفوت وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، حاضر خلالها لواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، وأدار الندوة أ. د. أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وعضو مجلس الكلية.
وخلال كلمتها الافتتاحية أكدت أ. د. يمنى صفوت وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن الشائعات خطر يداهم المجتمع المصري بشكل غير مسبوق خلال المرحلة الراهنة، وعلى مؤسسات المجتمع المدني على رأسها الجامعات أن تضع استراتيجية واضحة لمواجهة تلك المخاطر التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار المجتمع المصري بشكل مباشر.
بينما أوضح أ. د. أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي وعضو مجلس الكلية، أن الموسم الثقافي بكلية الألسن زاخر بشخصيات مرموقة ومعلومات ثرية تسهم في بناء الطبقة المعرفية لطلاب الجامعات.
كما أكد لواء طيار دكتور هشام الحلبي مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن كلية الألسن أمن قومي منذ عهد محمد علي باشا، حيث كانت الكلية من الركائز التي بنى عليها التنمية الشاملة لمصر الحديثة لنقل المعارف والعلوم لمصر من الخارج، موضحًا أن الكلية تلقي الضوء على المعارف من خلال الترجمات لتطوير الوطن.
واستطرد حديثه مشيرًا إلى أن الشائعات لا يمكن مواجهتها بدون التعرف على مفهومها؛ فهي ترويج لخبر مختلق أو به جزء من الحقيقة، أو جزء من حقيقة مذيله بمعلومات زائفه، وشدد على أن المواطنين هم من يساهموا في ترويجها بشكل كبير وسريع بدون قصد.
لافتًا إلى أن هدف الشائعات خلق عدم الاستقرار والإحباط وذبذبة الموقف القومي للوطن، وأشار إلى أن إحصائيات مجلس الوزراء المصري تؤكد أننا واجهنا 21 ألف شائعه في ثلاثة أشهر فقط، وهو دليل على تعاون مجموعة أجهزة مخابرات ضد مصر، وتلك الشائعات استهدفت الوزارات بمعدل 800 شائعة لكل وزارة، وتعمل على تشتيت الوزارات لمواجهة الشائعات وتعطيل العمل بتلك المؤسسات الحيوية.
وتابع حديثة مؤكدًا أن خلق عدم الاستقرار وفقد الأمل في المستقبل لشريحة الشباب حيلة مخابراتية تستهدف ضرب الدولة المصرية في أقوى مميزاتها، حيث أن الدولة المصرية بها 100 مليون 60% منهم شباب وهم القوى الدافعة لمصر، وبفقدانهم الأمل يتم تدمير مستقبل مصر.
وتابع حديثة مشيرًا إلى أن الوعاء التجنيدي لمصر 60 مليون مقاتل للقوات المسلحة المصرية، وهي قوى عسكرية لا يستهان بها، وخلق الشائعات وترويجها يهدف إلى تشتيت المجتمع وإرهابهم وقتل طموح الشباب وهدم الدولة من الداخل، مؤكدًا أن شعب مصر منذ حضارة الفراعنة يعد من الشعوب المبدعة والشائعات تهدم الإبداع بسبب اليأس والإحباط، وتضخيم المشاكل يساهم في تغيير صفات الشخصية المصرية للأسوأ وتصبح صعبة التعلم والتوجيه وفاقدة للأمل.
وتساهم الشائعات في انتشار جرائم غريبة عن المجتمع، كما تساهم في جذب الشباب للتطرف والوقوع في شباك الإرهابيين لاستغلالهم ضد وطنهم.
وخلال الندوة استعرض أنواع الشائعات ومنها البطيئة وهي تروج ببطء، حيث يتم طرح معلومة مبهمة وصغيرة لمرة واحدة فقط، ولكنها معلومة تثير اهتمام المتلقي فيبحث المواطن عن معلومات تخصها فيساهم في نشر الشائعة من خلال تداول طرح الأسئلة حولها، والشائعة السريعة التي تكون عبارة عن خبر سريع الانتشار وسريع الاختفاء أيضًا وهو استثمار لحدث في الدولة لمدة زمنية ليست بالقصيرة ولا يوجد عنه أي معلومات واضحة، والنوع الثالث هو الشائعة المتكررة مثل الامتحانات السنوية والشائعات المتكررة عنها مثل تسرب الامتحانات أو غيرها من الشائعات التي يتم إطلاقها بشكل متكرر عن نفس الحدث في موعد محدد، والشائعة الهجومية التي يتم إطلاقها على شخص مسئول في الدولة لهدم الإنجازات التي تحدث على ارض الواقع، وهناك شائعة الخوف وتستهدف زرع الخوف من المستقبل وزعزعة أمن و استقرار المجتمع، والشائعة الاستطلاعية وهي محاولة استطلاع رد فعل الشارع تجاه حدث معين، موجهًا لهجة تحذيرية للانغماس في إجراء استطلاع الرأي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أنها في منتهى الخطورة لأنها تستخدم من أجهزة المخابرات لصناعة الشائعات ضدنا.
وعن كيفية مواجهة الشائعات أوضح أن شدة الشائعة تساوي درجه اهتمام الموضوع للمواطنين في درجة الغموض، وبجعل درجة الغموض تساوي صفر يتم القضاء على الشائعة، وذلك من خلال البحث عن الحقيقة من أهل المعرفة ومركز معلومات مجلس الوزراء الذي يوضح الحقائق.
وفي الختام قامت أ. د. يمنى صفوت، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بتكريم اللواء طيار دكتور هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وتسليمة شهادة تقدير لإسهاماته في تنمية الوعي لطلاب الكلية وإثراء الندوة بمعلومات هامة.