حاصلة على جائزة اليونسكو لوريال عام 2003
أحد رواد اكتشاف علاقة الاهتزازات الحرارية لذرات المادة بالتمدد الحراري
تطوير الصناعة بين العلم وإمكانياته وعزوف المصنعين والمسؤولين
كريمات السيد أحد أعلام مصر في علم البلورات، استاذ البلورات المتفرغ - كلية العلوم - جامعة عين شمس، وأحد رواد شعبة فيزياء المواد المؤسسين بجامعة عين شمس.
تخرجت في جامعة عين شمس وحققت أبحاثها للدكتوراه في "جامعة لندن" نتائج هامة في صناعات التعدين، ومواد أشباه الموصلات، والطب فهي من الرائدات في اكتشاف علاقة الاهتزازات الحرارية لذرات المادة بالتمدد الحراري للمادة نفسها، وكان للأبحاث التي نشرتها خلال عملها كأستاذة فيزياء المواد الصلبة في جامعة عين شمس دورا بارزا في تحديد علاقة خلل التركيب الذري للمواد بتكون حصى المثانة، وتشقق أورام الألمنيوم المستخدمة في الأغراض المنزلية والصناعية.
تمكنت من الوصول لاختراعين كان لهما دور هام في الأبحاث العلمية، وتوصلت مسيرة العطاء لديها حيث تسعى من خلال وحدة التركيب البلوري ويحود الأشعة السينية في جامعة عين شمس إلى المساهمة في تطوير الصناعة.
عَلَم علمي مشرف للمرأة المصرية، مثلتها في مختلف دول العالم وتولت قيادة اتحادات دولية علمية... إنها الأستاذة الدكتورة كريمات السيد، باحثة وعالمة نشأت في عائلة تحب العلم وتهتم بتطويره وابتكار كل ما يمكن أن يكون جديدا، كرست حياتها من أجل العلم وإفادة العالم بما علمت وتعلمت، تسعى دؤبة لنقل علمها وخبرتها لأجيال قادمة، حصلت على العديد من الجوائز الدولية والمصرية، ومن بينها وأبرزها جائزة اليونسكو/لوريال لعام 2003، وذلك لابتكارها نوعا جديدا من العلاج وهو العلاج بالبلورات"، وترأست وحدة التركيب البلوري وحيود الأشعة السينية في جامعة عين شمس.
كان للأستاذة الدكتورة كريمات السيد أستاذة علم البلورات العديد من الاكتشافات والاختراعات التي برزت أهميتها في العلوم المختلفة، ومن بينها اكتشافها للتركيب البنائي لحصوات الكلى، حيث استطاعت سنة 1971 معرفة أن الحصى تتكون من نوع من البكتيريا إضافة إلى دهون مترسبة، وقد اكتشف العلماء ذلك طبيا العام الماضي فقط.
كما تمكنت الدكتورة كريمات من معرفة أن الجزء الفعال في بعض الأعشاب والنباتات الطبيعية في سيناء يتغير وفقا لطبيعة التربة، وأن تركيز المواد الفعالة المستخدمة في بعض الأدوية في نباتات سيناء يعتبر أكثر من غيره من النباتات، علاوة على أنها استطاعت في 2003 اكتشاف التركيب البنائي لنوعين من نباتات سيناء، وذلك يمكن الباحثين من صناعة دواء يمنع التغذية عن بعض الفيروسات، علما بأن الأدوية التي تعتمد هذا الأسلوب من العلاج تكلف نحو 600 مليون دولار.
ولم تنقطع الدكتورة كريمات السيد عن مساعدة الباحثين والطلاب والبحاث حيث أنها تعاونت مع بعضهم في تحسين خواص عدد من المواد لتصبح أكثر صلابة من الرصاص، حيث تمت صناعة سبائك من معدن التنجستين الذي لا يمكن تشكيله وذلك من خلال إدخال مواد أخرى عليه مثل الحديد والنيكل والكوبل بنسب معينة وبذلك أصبح المنتج مادة صلبة جدا تزيد صلابتها عن الرصاص.
تطوير الصناعة بين العلم وإمكانياته وعزوف المصنعين والمسؤولين
ومن جهة أخرى فقد ساهمت الدكتورة كريمات السيد في مساعدة الجهات الصناعية في عدة مجالات وفرت عليها مبالغ طائلة كما أنها وفرت لها منتجات ذات جودة عالية وبأيدي مصرية، حيث أنها استطاعت تعليم بعض المختصين في أحد مصانع الزجاج صناعة الزجاج، وذلك من خلال تحليل المواد المكونة للزجاج المستورد ونسبها وبذلك تمكنوا من استجلاب المواد الخام وصناعة الزجاج بأنفسهم.
وعملت الدكتورة كريمات على تصميم مواد بجودة إلكترونية عالية وتملك درجات عزل مرتفعة، في هذا السياق وجد مصنع يقوم بتصنيع العازلات الكهربائية، أن هناك منتجات ذات جودة وأخرى غير ذلك رغم أن المادة المكونة للتصنيع واحدة، فجاء إلى الوحدة بالمنتوج وقام الباحثين في الوحدة بتحليل المشكلة فكانت النتيجة أن المادة واحدة ولكن التركيب البنائي في المنتج غير الفعال مختلف، بعدها قام المصنع بشراء الجهاز الذي تم تحليل العينات عليه وعمل الباحثين في الوحدة على تدريب كوادر في المصنع لاستخدامه وهم الان يعملون وفقا لنظام علمي بحت، وأصبح منتوجهم أكثر جودة، ونسب الخسائر بسبب المادة الفعالة قلت.
ومن جانب آخر تمت مساعدة أحد شركات الأدوية في معرفة مدى فاعلية الدوية التي يتم استيرادها من الخارج أو صناعتها في الداخل، جدير بالذكر أن هناك أدوية تتأثر بالحرارة والرطوبة والتخزين وغير ذلك ما يؤثر على درجة فعالية المادة الكيماوية الفعالة فيها، وبإجراء بعض التحاليل واستخدام بعض الأجهزة المتطورة تمكنا من معرفة درجة فعاليتها.
وفي إطار الأدوية أيضا، هناك كميات من الأدوية تستخدم مواد فعالة ممتازة ولكنها مع ذلك غير ذات فعالية جيدة، ومن خلال تحليل بعض أنواع الأدوية اكتشفنا أن تلك المواد الفعالة تحتاج فقط لتغيير في درجة الحرارة.
وتمكنت السيد بالتعاون مع الفريق البحثي الذي يضم أساتذة وأساتذة مساعدين ومدرسين ومدرسين مساعدين على أعلى المستويات من معرفة مكونات السيراميك ومكنوا إحدى شركات السيراميك التي لجأت اليهم من معرفتها وأصبحوا (الشركات) يقومون الآن بتصنيعها بدلا من استيرادها، وبذلك وفرنا عليهم مبالغ مالية كبيرة في الاستيراد.
وومن جهة أخرى واجه بعض مربي الدواجن في إحدى الفترات مشكلة أن كل الدواجن لديهم مصابة بالعرج دون وضوح سبب هذه الاصابة، الأمر الذي دفعهم للجوء إلي الوحدة التي طلبت عينة من الأعلاف التي تتناولها الدواجن وتبين أنها خالية تماما من الكالسيوم وبالتالي فمن الطبيعي أن تصاب هذه الدواجن بالكساح.
ولم تكتفي عالمة علم البلورات بالأبحاث والاكتشافات ومساعدة الآخرين في تطوير أعمالهم وزيادة كفاءتها ولكنها لجأت أيضا إلى تنظيم دورات ومحاضرات في عدّة مناطق وجامعات، كما أنها نظمت أكثر من 15 ورشة عمل تعليمية لنشر هذا العمل.
ويعتبر عدد المختصين في هذا العلم على مستوى مصر صغير جدا لا يتجاوز 25 باحث، وذلك لأتع علم صعب يحتاج إلى إلمام كامل بعدة علوم أخرى منها الهندسة الفراغية والكيمياء والفيزياء والبيولوجيا، ورغم قلة عدد المختصين في علم البلوات إلا أن المستخدمين له كثر.
يشار الى أن الأستاذ الدكتورة كريمات السيد تولت العديد من المناصب العلمية منها أنها رئيس جمعية البلورات ورئيس اللجنة الوطنية لهذا العلم، علاوة على أنها عضو في المجالس القومية، كما أن تولت رئاسة الاتحاد الدولي للبلورات شعبة التعليم لمدة 3 سنوات، هذا بخلاف حضورها لأغلب المؤتمرات الدولية التي عقدت في هذا المجال على مستوى العالم.
حصلت الدكتورة كريمات السيد على جائزة لوريال اليونيسكو للمرأة في العلوم، عام 2003، تمنح هذه الجائزة 100.000 دولار للنساء القياديات في كل قارة، كما أنها كانت واحدة من خمس نساء عربيات حصلن على هذه الجائزة من بين عام 1998 و2010.
توفيت كريمات السيد في 21 نوفمبر عام 2016، بعد مسيرة طويلة من العطاء، ومن بعدها أعلنت جامعة عين شمس عن جائزة كريمات السيد، وهي جائزة أكاديمية تمنحها جامعة عين شمس لصاحب أحسن بحث منفرد على مستوى الجامعة في تخصص علم البلورات، ويشترط أن يكون أحد المحكمين للبحث عضو من أعضاء اللجنة القومية لعلم البلورات، وقيمة الجائزة "1500 جنيه".