أنشئ مركز بحوث الشرق الأوسط في 12/2/1967 بناء على قرار من مجلس جامعة عين شمس برئاسة الأستاذ الدكتور/ محمد مرسي أحمد، بتوجيه من السيد الرئيس/ جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية آنذاك، ونظرًا لأهمية المركز، فقد أضيف إلى مهامه مهام أخرى، ففي عام 1999م تم تعديل اسم المركز ليكون «مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية» بهدف إعطاء المركز جزءًا من اهتماماته لاستشراف المستقبل.
وجاء إنشاء المركز إيمانًا من الدولة والجامعة بأهمية الشرق الأوسط في بؤرة السياسة العالمية، وتصاعد هذه الأهمية بصفة مستمرة بحكم كونه مهد المدنية والحضارة في العالم، وباعتباره مهبط الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، وبحكم موقعه الجغرافي إذ تمثل المنطقة محورًا جوهريًا في شرايين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية، وتمثل ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا من نوع خاص بالنسبة لدول العالم أجمع باعتباره في قلب الأحداث.
ولا شك أن الأحداث الكونية التي شهدها القرن العشرون بما في ذلك وقوع الحربين العالميتين الأولى والثانية – ثم ما جرى في تسعينيات القرن بصفة خاصة من انفراط عقد الاتحاد السوفيتي وتفككه السياسي، وظهور مفاهيم جديدة ومع بداية الألفية الجديدة ازدادت أهمية منطقة الشرق الأوسط والتي شهدت العديد من الأحداث التي تتطلب منا دراسة علمية متعمقة لأسباب وتداعيات هذه الأحداث وما يترتب عنها من نتائج ليست قاصرة على الشرق الأوسط فحسب بل على العالم أجمع، كل هذا أعطى وما زال يعطي المنطقة وزنًا كبيرًا ليس فقط في متابعة الأحداث وملاحقتها، بل والمشاركة الفعالة في صنعها ورسم سياستها.